العفو الدولية تروي قصصاً لجرائم حرب من مخيم اليرموك

العفو الدولية تروي قصصاً لجرائم حرب من مخيم اليرموك

10 مارس، 2014 - 08:03am

شبكة أجيال الإذاعية ARN_ كشفت منظمة العفو الدولية فجر اليوم الاثنين، عن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين والسوريين المدنيين بمخيم اليرموك الواقع على أطراف العاصمة السورية دمشق، والذي يرزح تحت حصار وحشي.

وبين تقرير صادر عن المنظمة بمناسبة الذكرى الثالثة لاندلاع الأزمة في سورية، بعنوان: "امتصاص الحياة من مخيم اليرموك: جرائم الحرب المرتكبة ضد المدنيين المحاصرين"، وفاة ما يقرب من 200 شخص منذ تشديد الحصار في يوليو/ تموز 2013، وقطع الطريق على دخول الإمدادات الغذائية والطبية إلى المخيم الذي يحتاجها بشدة.

وقال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو فيليب لوثر: إن الحياة في المخيم أصبحت لا تطاق بالنسبة للمدنيين المعدمين الذين وجدوا أنفسهم ضحايا للتجويع وعالقين في دوامة تهوي بهم نحو استمرار المعاناة ودون وسيلة متوفرة تتيح لهم الهرب.

وأضاف بأن المدنيين المحاصرين داخل المخيم يعاملون وكأنهم "حجارة شطرنج" في لعبة مميتة لا سيطرة لهم عليها.

ويسلط التقرير الضوء على تكرار شن الهجمات على المخيم، وخاصة على المباني المدنية من قبيل المدارس والمستشفيات وأحد المساجد، وتم تحويل بعض المناطق التي تعرضت للهجوم إلى مأوى للذين نزحوا سابقاً جراء النزاع السوري، كما جرى استهداف الأطباء والعاملين في مجال تقديم الخدمات الطبية أيضاً.

وقال إن شن هجمات عشوائية على مناطق المدنيين وإيقاع وفيات وإصابات في صفوفهم يعتبر جريمة حرب، وإن تكرار استهداف منطقة مكتظة بالسكان تنعدم فيها سبل الفرار يبرهن على موقف وحشي عديم الشفقة واستخفافاً صارخاً بأبسط المبادئ الأساسية الواردة في القانون الإنساني الدولي.

ويشير إلى أن ما لا يقل عن 60% ممن لم يغادروا المخيم يعانون من سوء التغذية، وقال سكان المخيم لمنظمة العفو الدولية، إنهم لم يتناولوا الفواكة أو الخضروات طوال أشهر، وارتفعت الأسعار بشكل مخيف حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد من مادة الأرز إلى 100 دولار أميركي.

وأوضح لوثر أن تجويع المدنيين كسلاح في الحرب تعد جريمة حرب، وأما القصص المروعة التي تتحدث عن اضطرار عائلات لأكل لحوم القطط والكلاب واستهداف القناصة للمدنيين الذين يغامرون لمحاولة جلب الطعام، فلقد أصبحت مألوفة من بين باقي تفاصيل قصة الرعب التي تتجلى فصولها داخل المخيم، اضافة لقطع الكهرباء عن المخيم منذ إبريل/ نيسان 2013.

وعلى الرغم من إيصال إمدادات محدودة من الغذاء بشكل متقطع من خلال وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط 2014 – فلا زالت مساعدات الإغاثة التي وصلت غير كافية البتة لتلبية الاحتياجات الأساسية.

وأن أعمال الاغاثة لا تمثل سوى قطرة في بحر الاحتياجات المطلوبة، ولقد تجدد قصف المخيم في الأيام الأخيرة ما قطع عملية إيصال المساعدات مرة أخرى.

وأضاف أن التقارير تظهر وفاة امرأة أثناء الولادة، كما عانى الأطفال والمسنون أكثر من غيرهم، إذ توفي 18 طفلاً بينهم رُضع، كما برزت مضاعفات صحية ناجمة عن تناول سكان المخيم لنباتات سامة وغير صالحة للأكل ولحوم الكلاب.

كما نفذت معظم الإمدادات الطبية الأساسية من المستشفيات، وأجبر معظمها على إغلاق أبوابه، وقال سكان من المخيم للمنظمة، إن الجماعات المسلحة قامت في بعض الحالات بنهب الإمدادات الطبية وسرقة سيارات الإسعاف من المستشفيات.

وقالت المنظمة في تقريرها أنه منذ إبريل/ نيسان 2011، أُلقي القبض على ما لا يقل عن 150 شخصا أثناء الحصار، داعية إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين فوراً ودون شروط، وأكد لوثر على أن الحصار المفروض على المخيم يرقى لمصاف العقاب الجماعي للسكان المدنيين الذين لا يستحقون خوض هذه المعاناة التي فُرضت عليهم بالقوة، داعياً لإنهاء الحصار فوراً.

ن.أ-ر.أ