ماذا قال الأسيران العارضة لمحاميهما؟

ماذا قال الأسيران العارضة لمحاميهما؟

15 سبتمبر، 2021 - 08:09am

(شبكة أجيال)- التقى الأسيران محمود ومحمد عارضة بعد منتصف ليل الثلاثاء بمحاميهما، للمرّة الأولى منذ اعتقالهما نهاية الأسبوع الماضي، بعد أن تمكّنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، من كسر أمر منع أسرى الجلبوع الأربعة اللذين أُعيد اعتقالهم.



وفي وقت متأخر من مساء الثلاثاء، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن محامييها سوف يزورون اثنيْن من الأسرى الأربعة، الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم، من أصل ستّة نجحوا في الفرار من سجن "جلبوع" شديد الحراسة، والذي يقع بالقرب من بيسان.

وزار المحامي رسلان محاجنة الأسير محمود عارضة، حيث أكد الأخير بأنهم حاولوا قدر الإمكان عدم الدخول للقرى العربية حتى لا يعرضونهم للمساءلة.

وقال العارضة "كنت أرتدي جوارب ابنة شقيقتي طيلة الأيام التي عشتها خارج السجن"، مشيرا إلى أنه والأسرى الخمسة الآخرين تجمعوا في مسجد بعد تحررهم ثم تفرقوا.

ولفت الأسير محمود عارضة إلى أنه هو المسؤول عن حفر النفق، وأن عملية الحفر بدأت في شهر ديسمبر كانون أول من العام الماضي.

وبين الأسير محمود عارضة في شهادته التي نقلها المحامي محاجنة، أن سيارة شرطة إسرائيلية مرت بالصدفة كانت السبب في إعادة اعتقاله مع الأسير يعقوب قادري.

وبين أن التحقيق معه يستمر يوميا بين 7 و8 ساعات، مشيرا أنه لا علاقة للأسرى في سجن جلبوع بعملية اتنزاع الأسرى الستة حريتهم، نافيا بذلك ما تروج له مخابرات الاحتلال حول مشاركة 10 أسرى الأسرى الستة في عملية النفق.

وأشار عارضة إلى أنه كان بحوزته جهاز "راديو صغير" لمعرفة ومتابعة ما يحصل في الخارج، وأنه لاحظ أن معنويات الشعب مرتفعة.

ووجه رسالة لوالدته قائلا فيها "أطمئن والدتي عن صحتي، ومعنوياتي عالية، وأوجه التحية لأختي في غزة".

وأشار إلى أنه سمع والأسرى الآخرين هتافات المتظاهرين في الناصرة الأمر الذي رفع من معنوياتهم، معتبرا أن ردة الفعل الشعبية بالنسبة له تمثل انجازا كبيرا وأنه يعتبر نفسه حقق نجاحا كان سببا فيه.

هذا وأفاد محامي الهيئة خالد محاجنة، أحد المكلّفين بالدفاع عن الأسرى، بعد زيارته للأسير محمد عارضة، بأن "عارضة يمرّ برحلة تعذيب قاسية للغاية، ويتعرّض للتنكيل ولاعتداءات متواصلة خلال التحقيقات المتواصلة التي يخضع لها".

وأوضح محاجنة أن محمد عارضة "تعرّض للضرب خلال عملية اعتقاله وأُصيب في رأسه وفوق عينه اليمنى، بعد أن ضرب أحدعناصر الاحتلال رأسه بالأرض مرارا، رغم أنه لم يحاول مقاومة عمليّة الاعتقال".

وأكد أن الأسير "لم يتلقَ العلاج اللازم حتى هذه اللحظة... ولم يُنقل للعيادة سوى مرة واحدة، رغم أنه يطالب بذلك على الدوام". وذكر أنه "بعد اعتقال الأسير زكريا الزبيدي وعارضة تم نقلهما للتحقيق في مركز شرطة الناصرة، وهناك خضع كلّ منهما لتحقيق فظيع شارك فيه نحو 20 عنصرَ مخابرات في غرفة ضيّقة للغاية".

وأضاف أنه "جُرِّد من ملابسه لساعات طولية، ونُقل عاريا إلى معتقل المخابرات في الجلمة"، واستطرد بالقول إنه "منذ وصول محمد عارضة إلى الجلمة، السبت الماضي، لم ينم سوى 10 ساعات إذ يتعرّض لتحقيقات مكثّفة على مدار الساعة في ظروف صعبة".

ولفت إلى أن "أجهزة التحقيق تحاول مساومة عارضة بتهم أمنيّة، في محاولة لتوريطه"، وأضاف أن "الإهانات التي يتعرّض لها محمد لم تتوقف"، مشيرا إلى أنه "تعرض للتهديد بالقتل من قِبل محقّقي المخابرات".

وأوضح أن "محمد عارضة، وكذلك سائر المعتقلين (الأسرى الأربعة)، لا يعرف عدد الأسرى الذين أُعيد اعتقالهم من رفاقه في عملية الجلبوع". وأكد أن "محمد عارضة يلتزم الصمت ويرفض التحدث للمحقّقين الذين يحاولون إدانة أفراد عائلته بشتّى الطرق".

وقال محاجنة إن محمد "تذوّق طعم الحرية وسار حرًّا في الأراضي الفلسطينية بعد 22 عاما من الاعتقال"، مضيفا أنه "كان يحلم برؤية أمّه، غير أنه مقتنع أنه سيعود لتذوّق طعم الحرية".

وبحسب محاجنة، أكد الأسير محمد، التقارير حول اعتداء القوات الإسرائيلية على الأسير زكريا الزبيدي، خلال عملية الاعتقال، فجر السبت الماضي، وأوضح أن "الزبيدي كان يعاني من ظروف صحيّة صعبة"، منوّهًا إلى أنه "لم يرَه منذ نقلهما إلى معتقل الجلمة".

وقال محاجنة إن محاميّيْن آخريْن، سيلتقيان الأسيرين زكريا الزبيدي ويعقوب قادري، مشيرا إلى أنّه يُمنع أن يلتقي محام واحد مع أسيرين من الأربعة، لكي لا يُحدِث ذلك؛ "تضاربا" في الملفّ، ولكي لا يقوم محام "بإرشادٍ أو توجيهٍ للأسرى"، وبخاصة أن الأسرى، مُعتَقلون على خلفية حدث مشتَرك.

ر.ق-ر.أ