شبكة أجيال الإذاعية ARN- مناشدة إنسانية لسيادة الرئيس محمود "أبو مازن" حفظه الله
أناشد أنا المواطن الصحفي صخر أبو العون من سكان مدينة غزة، فخامة رئيس دولة فلسطين محمود عباس بالايعاز لجهات الاختصاص بحل مشكلة ابني الوحيد مدحت (7 سنوات)، المريض بالشلل الدماغي وتضخم في الكبد، حيث كان يعالج في مستشفى "تلا هشومير" في العام 2008، ونظراً لتأخره في المشي والنطق ومشكلات في حاستي السمع والبصر، وتأخر عقلي، تبعها متابعة حالته في مؤسسة فلسطين المستقبل في غزة، ونظراً لاستمرار التدهور في حالته الصحية، تقدمت قبل نحو شهرين بطلب تحويله للعلاج في أي مستشفى تخصصي في الضفة الغربية، إلا أن المركزين الوحيدين في الضفة (مركز أبو رية في رام الله، والجمعية العربية في بيت لحم) رفضتا استقبال طفلي لحالته الصعبة والمعقدة.
وحسب الأصول المتبعة، في حال رفض مريض من قبل مؤسسات طبية فلسطينية، يتم تحويله إلى مستشفى "إسرائيلي"، وبعد السؤال والبحث اتضح أنه لا يوجد سوى مركز وحيد في القدس المحتلة متخصص بمثل حالة طفلي، ولكنني تفاجأت عندما أرسلت صديقاً شخصياً لمدير العلاج بالخارج في رام الله يوم الخميس الماضي الموافق التاسع من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، وذلك بعدما استنفذت كل جهد ممكن مع الأخوة في دائرة العلاج بالخارج في غزة الذين أرسلوا بدورهم عشرات المراسلات بخصوص طفلي المريض، ولكن الدكتورة الهندي أصرت على تحويله إلى مؤسسة الأميرة بسمة في القدس الشرقية التي تقدم نفس الخدمات التي نتلقاها في مؤسسة فلسطين المستقبل في غزة ولا يوجد لديها الامكانيات والعلاج المطلوب، وقد أبلغتنا مؤسسة الأميرة بسمة أنها لا تستطيع استقبال الحالة إلا خمسة أيام أسبوعياً فقط، ولمدة 15 يوماً، خاصة بالعلاج الطبيعي ذاته الذي نتلقاه في غزة أصلاً، علماً أن العلاج الطبيعي لمثل حالة طفلي تستلزم وقتاً طويلاً ويحتاج إضافة له إلى علاج وظيفي.
سيادة الرئيس
كنت قد خاطبت معالي دولة رئيس حكومة الوفاق الوطني الدكتور رامي الحمد الله، وأطلعته خلال لقاء صحفي عبر الفيديوكونفرنس مع صحفيين من غزة على المشكلة التي تواجه مرضى غزة في دائرة العلاج بالخارج، خاصة فيما يتعلق بالتحويل لمستشفيات "إسرائيلية"، وأخبرني أنه أصدر تعليمات في 3 آب (أغسطس) الماضي، بأن الأولوية للمستشفيات الفلسطينية، وفي حال رفض مستشفيين للمريض يتم نقله للعلاج في مستشفى "إسرائيلي"، ووعدني بحل مشكلة التحويلات الطبية الخاصة بمرضى غزة الذين يحتاجون لعلاج متقدم لا يتوفر في مستشفياتنا الوطنية.
ورغم الجهد الكبير الذي تبذله دائرة العلاج بالخارج في غزة، والتعاون مع المرضى وذويهم، إلا أن العائق الرئيسي يتمثل في مدير دائرة العلاج بالخارج في رام الله ، التي تتعمد اعاقة اصدار التحويلات الطارئة لمرضى غزة، وترفض منحهم التحويلات اللازمة للمستشفيات "الإسرائيلية"، ونتيجة لهذه السياسة التي تتبعها توفي عدد من المرضى وهم ينتظرون حقهم في العلاج، آخرهم طفل قررت مستشفى الرنتيسي للأطفال في غزة حاجته الماسة للعلاج في مستشفى "إسرائيلي" في الثامن من أيلول (سبتمبر) الماضي، لكن تعطيل التحويلات من جانب الهندي تسبب في وفاته قبل أربعة أيام من وصول الموافقة على التحويل يوم الثامن عشر من الشهر نفسه.
وأخيراً، أحمد الله عز وجل الذي ابتلاني بمدحت وشقيقتيه ندا وهديل الذين يعانون من ذات الأمراض، وأتمنى أن لا يزيد سوء استغلال المنصب والتعالي على جراح وآلام المواطنين من آلامي ومعاناتي.
سيدي الرئيس
كصحفي مؤمن تماماً بضرورة التقنين وترشيد الانفاق العام ومحاربة الفساد والمحسوبية واهدار المال العام، ولكن ينبغي أن توضع حياة مرضى غزة على رأس سلم أولويات السلطة الوطنية الفلسطينية، وسيادتك مشهود لك بذلك طوال السنوات الماضية منذ توليك المسؤولية الوطنية الأولى خلفاً للراحل الشهيد ياسر عرفات.
حفظكم الله ورعاكم وسدد على طريق الحق خطاكم
الصحفي صخر أبو العون
خ.ز- ر.أ