هل تفكر إسرائيل في اجتياح القطاع برياً؟

هل تفكر إسرائيل في اجتياح القطاع برياً؟

12 مايو، 2021 - 02:05pm
(شبكة أجيال)_ ذكر مراسل صحيفة "يديعوت أحرونوت" العسكري أن بدء جولة التصعيد الحالية "فاجأ الجيش الإسرائيلي"، فلم يقّدر الجيش أن وجهة حماس نحو حرب وأن ضربة البداية ستكون بهذا الشكل.
وأضاف أنه بعد استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي برجاً سكنياً في قطاع غزة، "قدّر ضابط كبير في هيئة الأركان العامة أن حماس ستطلق صواريخ باتجاه وسط إسرائيل، لكنه، هو وآخرين، لم يصدقوا أن الرشقة الصاروخية ستشمل أكثر من 100 مقذوف وبوتيرة إطلاق نار كهذه. وهذا إخفاق استخباراتي من حيث رصد النوايا وتقدير قدراته".
وأشار المراسل العبري إلى أن الهدف الذي حدده رئيس أركان الجيش الإسرائيلي للعدوان الحالي على غزة هو "عدم الاكتفاء بإعادة الردع وإنما تعزيز الردع. لذلك، وإثر النتائج غير المرضية حتى الآن، يتوقع أن تستمر العملية العسكرية فترة حتى الوصول إلى الإنجاز المطلوب، (لكن) علينا الاعتراف أن نقطة البداية الإشكالية ستضع مصاعب أمام الغاية الطموحة".
وكتب المحلل العسكري في الصحيفة، أليكس فيشمان، "أننا في حرب. وهذه ليست جولة ولا أيام قتالية. شلّ المطار، استهداف بنية تحتية إستراتيجية لشركة أنبوب إيلات–أشكلون، ومراكز سكانية".
وأضاف فيشمان أن إسرائيل رفضت توجهات دولية لوقف إطلاق النار، وأن هيئة الأركان العامة للجيش صادقت مساء أمس، على "درجات تصعيد أخرى في القتال من دون تاريخ لنهايتها. وعلم الضباط لدى خروجهم من المداولات أن وسط إسرائيل سيتعرض لرشقات صواريخ بعد وقت قصير. وهذا لم يكن تكهناً. وكان واضحاً أن القرار الذي اتخذ في إسرائيل بإسقاط مجموعة أبراج سكنية ومبان مركزية في مدينة غزة وتشمل منشآت ومكاتب الحركة، سيؤدي إلى استلال السلاح المطلق من جانب حماس".
كما صادق الجيش خلال المداولات أمس، على بدء المرحلة الثانية من عدوانه على غزة، الذي شمل اغتيال عدد من قيادات الفصائل في غزة وتشديد الغارات في القطاع.
وأضاف فيشمان أن "حماس سجلت لنفسها إنجازات أيضاً. فنظام القيادة والتحكم لم يتضرر. قيادتها العسكرية لم تُستهدف، وتسيطر على وتيرة ونوعية إطلاق المقذوفات. وحماس لم تستل حتى الآن سلاحها الجديد، مقذوف يطلق عليه اسم "رعد" قادر على اختراق الإسمنت بواسطة رأس حربي ثقيل جدا. ومداه محدود لكن يفترض أنه فتاك".
وتابع فيشمان أن "القرار، في المستوى العسكري الإسرائيلي على الأقل، يقول إنه طالما لا تنشأ فجوة كبرة بين إنجازات الجيش الإسرائيلي وإنجازات حماس، فإن القتال سيشتد. وهذه توصية الجيش للمستوى السياسي أيضاً. وواضح لقادة الجيش أنه ليس حماس فقط تنظر إلى أداء الجيش الإسرائيلي وإنما أيضا حزب الله، السوريون، الإيرانيون. وإنجاز كبير هو مسألة كرامة قومية. وهذه حاجة إستراتيجية".
من جانبه، أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أن "الرشقة الصاروخية غير المسبوقة بحجمها نحو وسط إسرائيل، وهجمات جوية واسعة في القطاع، تقرب إسرائيل وحماس إلى عتبة حرب جديدة. وسكان وسط اسرائيل لم يختبروا أبداً تجربة كهذه، المعروفة جيداً لسكان الجنوب والشمال، بأن تدوي صفارات الإنذار طوال ساعة تقريباً، وسقوط مقذوفات واعتراض الكثير منها. ويتوقع أن تكون الضغوط هائلة على الحكومة للرد بشدة. والقتل المتوقع في كلا الجانبين سيزيد من خطر الحرب".
واعتبر هرئيل أن التغيير الأساسي الآن، مقارنة بجولات مواجهة سابقة، "يتعلق بقرار حماس بتحمل المسؤولية الصراع على القدس.. وفي معظم الجولات منذ عملية الجرف الصامد، عام 2014، سيطر منطق واحد وكان مفهوماً لدى جانبي الحدود: الهدف هو التوصل إلى إنجازات قصوى خلال فترة زمنية محدودة، حتى يومين غالباً، ومن دون كسر القواعد بشكل يستوجب معركة طويلة".
وأضاف أن "هذه المرة، بالنسبة لإسرائيل، تجاوزت حماس قواعد اللعبة منذ إطلاق الصواريخ على القدس، ولذلك كان رد إسرائيل أشد".
وتابع أن خطة الجيش الإسرائيلي الأصلية سعت إلى الامتناع عن اجتياح بري للقطاع، لأنه مقرون بسقوط قتلى في صفوف الجيش. "وفي الأيام المقبلة، قد يتم استدعاء واسع لقوات الاحتياط، ونشر وحدات قتالية عند حدود القطاع. وحسب ما هو معلوم حتى الآن، لم يتم اتخاذ قرار بتنفيذ اجتياح بري. ويبدو أن هذا الأمر ما زال متعلقاً بشدة القتال وعدد الإصابات والقتلى في الأيام المقبلة".
ن.أ-ر.أ