تدعمها الأردن وأمريكا.. سوريا تطلق خارطة طريق لمعالجة أوضاع السويداء

تدعمها الأردن وأمريكا.. سوريا تطلق خارطة طريق لمعالجة أوضاع السويداء

16 سبتمبر، 2025 - 07:09pm

(شبكة أجيال)- أطلقت الحكومة السورية خارطة طريق شاملة لمعالجة الأوضاع في محافظة السويداء، وسط دعم معلن من الأردن والولايات المتحدة الأمريكية.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك، عقده وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك.

وأكد الشيباني التزام الحكومة السورية الكامل بدعم هذه المبادرة، "التي تهدف إلى تضميد جراح المحافظة، وتحقيق التنمية، وترسيخ الأمن الوطني، مع رفض واضح لأي تدخلات خارجية تمس وحدة الأراضي السورية".

وأشار إلى أن الحكومة السورية وضعت خارطة طريق واضحة للعمل تكفل الحقوق وتدعم العدالة وتقوم على بناء الثقة وتعزيز الصلح المجتمعي وتفتح الطريق أمام تضميد الجراح التي آن لها أن تنتهي، مبيناً أن هذه الخارطة تحظى بدعم كل من المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة الأمريكية، وتقول على جملة من الخطوات العملية وهي:

أولاً: محاسبة كل من تلطخت يداه بالاعتداء على المدنيين وممتلكاتهم بالتنسيق الكامل مع المنظومة الأممية للتحقيق والتقصي.

ثانياً: ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والطبية دون انقطاع.

ثالثاً: تعويض المتضررين وترميم القرى والبلدات وتسهيل عودة النازحين.

رابعاً: إعادة الخدمات الأساسية وتهيئة الظروف لعودة الحياة الطبيعية.

خامساً: نشر قوات محلية من وزارة الداخلية لحماية الطرق وتأمين حركة الناس والتجارة.

سادساً: العمل على كشف مصير المفقودين وإعادة المحتجزين والمخطوفين إلى عائلاتهم من جميع الأطراف.

أخيراً، إطلاق مسار للمصالحة الداخلية يشارك فيه أبناء المحافظة بكل مكوناتهم.

وبيّن الشيباني أن سوريا وجدت لدى الأردن والولايات المتحدة استعداداً جدياً لتقديم الدعم اللازم لهذه الخطوات، سواء عبر المساعدات الإنسانية أو من خلال حشد الدعم والتمويل الدولي، لافتاً إلى أن هذا الدعم يكمل الجهود الوطنية، وجسراً يُسرع الخطى نحو استعادة الأمن والاستقرار في الجنوب السوري.

وأوضح وزير الخارجية أن "ما تم الإعلان عنه اليوم هو بداية لمسار طويل يعيد بناء جسور الثقة والتلاحم بين أبناء الوطن الواحد، ويمنع تكرار المآسي، ويُعيد الطمأنينة لكل بيت سوري، معرباً عن الأمل في أن تسود لغة العقل والحكمة، وأن تُقدَّم المصلحة الوطنية على ما دونها، لأن هذه المبادرة ليست لمصلحة طرف دون آخر، بل هي لمصلحة سوريا كلها، ولخير كل أبنائها وبناتها دون استثناء".

بدوره، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن بلاده تقف بالمطلق مع سوريا في جهود إعادة البناء التي تضمن أمن سوريا ووحدتها واستقرارها وسلامة كل مواطنيها وسيادتها، مشيراً إلى أن هذا الموقف الثابت يترجمه التعاون العملي والمستمر بشكل واضح.

وشدد الصفدي على أن وحدة سوريا واستقرارها وأمنها تشكل ركيزة أساسية لأمن المنطقة واستقرارها، وأن جميع دول المنطقة تقف في سوريا في هذا الجهد الوطني، مبيناً أن أمن الجنوب السوري واستقراره هو امتداد لأمن واستقرار الأردن.

وأعرب وزير الخارجية الأردني عن التزام بلاده بدعم عملية المصالحة التي تحدث عنها وزير الخارجية السوري على أسس تحفظ أمن سوريا ووحدتها وسيادتها، إضافة إلى أمن جميع أبناء المنطقة في الجنوب السوري، مشيراً إلى ضرورة تجاوز الأحداث المأساوية التي شهدتها محافظة السويداء ضمن سقف الوطن على قاعدة أن سوريا دولة واحدة.

وأكد الصفدي أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية من تحقيق دولي ومحاسبة مرتكبي الجرائم وإعادة الخدمات الأساسية وإدخال المساعدات الإنسانية، يجب أن تسهم في لملمة الجرح وإعادة البناء بالشكل الذي يضمن أمن سوريا ووحدتها.

كما شدد الصفدي على رفض أي تدخل في الشأن السوري، خصوصاً في الجنوب السوري، معتبراً ذلك تهديداً مباشراً للأمن الأردني، ومؤكداً رفض الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا وعبثها الفتنوي الذي يستهدف زعزعة أمن واستقرار سوريا.

وأعرب الصفدي عن أمله في تحقيق تنسيق كامل مع سوريا لضمان أمن واستقرار البلدين، مؤكداً رغبة الأردن في نهوض سوريا وإعادة البناء بعد سنوات الدمار والمعاناة التي عاشها الشعب السوري خلال الثورة، وبدء خطوات عملية تضمن مستقبلًا آمناً ومشرقاً لجميع السوريين وتحفظ حقوقهم.

وأشار الصفدي إلى وجود آلية مشتركة سورية أردنية أمريكية تهدف لضمان تطبيق كل ما أعلن عنه، والعمل على حل الأزمة تحت سقف وحدة سوريا ووحدة أراضيها وإعادة الثقة بين أبنائها، ورفض التدخلات الأجنبية، مؤكداً أن سوريا الآمنة والمستقرة تضمن أمن واستقرار المنطقة بأسرها.

من جانبه، أكد المبعوث الأمريكي توماس باراك التزام الولايات المتحدة الأمريكية بدعم الحكومة السورية، معتبراً أن سوريا تتميز بتاريخ عريق وحكومة جديدة شابة تسعى لتحقيق الازدهار.

وقال باراك: "الخطوات التي تتخذها الحكومة السورية اليوم تاريخية، وبناء الثقة عملية تحدث تدريجياً وببطء لكنها تستمر لسنوات طويلة"، مضيفاً أن الحكومة السورية بالتعاون مع الأردن تعمل على رعاية خارطة طريق تجمع الأجزاء المختلفة للوصول إلى صورة واضحة ومتكاملة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ساهمت في هذا المسعى لتحقيق الهدف المنشود.

وأوضح باراك أن الفترة الممتدة من كانون الأول 2024 حتى اليوم فترة قصيرة، لكنها شهدت بناء طرقات واسعة لأجيال قادمة، معتبراً أن هناك تحديات ومواقف سيتم التعامل معها خلال الطريق، مؤكداً أهمية تصميم خارطة طريق واضحة توجه العمل المستقبلي.

وأشار إلى أن سوريا اليوم تبني الأمل والثقة والتفاهم والتسامح، معرباً عن استعداد بلاده لتقديم المشورة والاستفادة من دروس الماضي وأخطائها لمساعدة الشعب السوري، ناقلاً تمنيات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسوريا بالنجاح في مسيرتها.

ن.أ-ر.أ