
(شبكة أجيال)- شهدت بكين اليوم الأربعاء، عرضاً عسكرياً ضخماً توسط خلاله الرئيس الصيني شي جينبينغ، نظيره الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بمناسبة الذكرى الثمانين لهزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية.
وشكّلت المراسم فرصة لاستعراض قوة الصين العسكرية على وقع التوتر مع واشنطن حيث أبهرت المسيّرات المستخدمة تحت سطح البحر والصواريخ الضخمة والأسلحة المعتمدة على الليزر الحشود المتواجدة في ساحة تيان أنمين وسط بكين على أنغام الموسيقى الاحتفالية.
واستعرضت الصين عدة أسلحة جديدة فريدة من نوعها، أبرزها: صاروخ "دي إف-5سي" DF-5C البالستي العابر للقارات وهو صاروخ قادر على ضرب أي نقطة في الأرض.
ويُقدّر مدى الصاروخ بأكثر من 20 ألف كيلومتر، ويتميز بتحسينات كبيرة في اختراق الدفاعات ودقتها. وقالت وسائل الإعلام الرسمية إن "هذا الصاروخ النووي الاستراتيجي العابر للقارات يُغطي الكرة الأرضية بأكملها، وإنه قادر على حمل ما يصل إلى 12 رأساً حربياً".
كما عُرض نظام الدفاع الفضائي HQ-29، القادر على إسقاط الأقمار الاصطناعية الأجنبية، لأول مرة في العرض العسكري، في استعراض بارز للقوة الجوية.
وحظي سلاح قوي وصفه حساب على منصة "إكس" مرتبط بالجيش الصيني بأنه "نظام الليزر للدفاع الجوي الأكثر قوة في العالم"، باهتمام بالغ.
كما تم عرض مركبتين جديدتين غير مأهولتين وكبيرتين جداً على شكل طوربيد هما "أيه جاي إكس002" AJX002 و"إتش إس يو100" HSU100 محمولتين على متن شاحنتين طويلتين.
وأشار المحلل المتخصص في شؤون الدفاع أليكس لاك إلى أن تصميم الأولى يوحي بأنها "استطلاعية" على الأرجح، بينما الثانية "أكثر غموضاً لكن يُقال إن لديها القدرة على زرع الألغام".
ورغم أن الصين ما زالت متخلّفة عن الولايات المتحدة في القوة البحرية السطحية، بحسب "نافال نيوز"، إلا أن لديها أكبر برنامج في العالم "للمركبات الكبيرة جداً غير المأهولة تحت الماء" XLUUVs، وقد أنتجت منها 5 طرازات وجربتها ووضعتها في الخدمة.
هذا وشملت الأسلحة التي عُرضت اليوم أربعة صواريخ جديدة مضادة للسفن يبلغ طولها عدة أمتار وضعت على متن مركبات. وهذه الصواريخ هي "واي جاي" 15 و17 و19 و20 (YJ-15 وYJ-17 وYJ-19 وYJ-20). و"واي جاي" هو اختصار لـ"ينغ جي" Ying Ji التي تعني "هجوم النسر" بالصينية.
ويمكن إطلاق هذه الصواريخ من سفن أو طائرات وهي مصممة لإلحاق أضرار بالغة بالسفن الكبيرة. وقد تكون طرازات YJ-17 وYJ-19 وYJ-20 فرط صوتية، ما يعني أنها قادرة على التحليق بسرعة تفوق خمس مرّات سرعة الصوت.
كذلك شوهدت في العرض عدة أجهزة غريبة كبيرة بيضاء اللون بشاشات زرقاء "إل واي-1" LY-1 محمولة على متن عربات عسكرية طويلة.
بدوره، أوضح لاك "رأينا هذه التشكيلة أول مرة العام الماضي خلال آب/ أغسطس لكن ليس بصور واضحة"، مضيفاً بأن أجهزة "إل واي-1" "المثبّتة على السفن تبدو وكأنها على الأقل في مرحلة الاختبار المتقدمة".
ويمكن لهذه "الأسلحة ذات الطاقة الموجّهة" التي تنشرها الولايات المتحدة أيضاً أن تتسبب بأضرار بالغة بواسطة ضربة واحدة منخفضة الكلفة وعالية الدقة.
إضافة إلى المسيّرات المستخدمة تحت سطح البحر، عُرضت عدة مركبات غير مأهولة بما في ذلك مراكب سطحية يمكن استخدامها في عمليات عسكرية بحرية.
وقال لاك إنه يمكن استخدام هذه المسيرات كمركبات مأهولة أيضاً "لتدخل وتخرج من الموانئ" ويرجّح أنها مخصصة لحرب الألغام، خصوصاً إزالة الألغام.
كما عُرضت عدة طائرات مسيّرة ومركبات بريّة التي لديها مجموعة متباينة من القدرات بما في ذلك الإجلاء ونقل المؤن والذخيرة والاستطلاع.
أيضاً عرضت تكنولوجيا الرادارات للتحذير المبكر بكثرة إذ استُعرضت عدة أجهزة رصد كبيرة.
وفي الجو، حلّقت طائرات مزوّدة برادارات فوق العرض لاستعراض إمكانيات البلاد الاستطلاعية.
كما كُشف عن طائرة الإنذار المبكر "كاي جاي-600" KJ-600 لأول مرة خلال عرض علني. والطائرة مصممة للاستخدام على متن حاملات الطائرات ويتوقع أن تدخل في الخدمة على متن مركب "فوجيان" في الشهور المقبلة، بحسب صحيفة "تشاينا دايلي" الرسمية.
ن.أ-ر.أ