(شبكة أجيال)- كتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن عدد من العقبات ما تزال تعيق طريق التوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، وذلك على الرغم من إعلان حماس أنها قدمت "رداً إيجابياً" على المقترح الأمريكي، الذي قوبل بتفاؤل من الرئيس ترامب الذي قال إنه قد يتم التوصل لاتفاق خلال أيام.
وأوردت الصحيفة الإسرائيلية مجموعة من الأسئلة التي تشير إلى أن طريق الوصول إلى صفقة لن يكون سهلاً، وهذه الأسئلة: "من سيحدد قائمة الأسرى العشرة والجثامين الـ18 الذين سيفرج عنهم من الأسر؟ من سيكون أسرى المؤبد الفلسطينيون الذين سيُطلق سراحهم من السجون؟ هل ستبقى مؤسسة المساعدة الأمريكية في القطاع؟ إلى أي خطوط سينسحب الجيش الإسرائيلي؟ وماذا عن إنهاء الحرب؟"
وذكرت "يديعوت" بأن نص الاتفاق الذي تداولته عدة مواقع إخبارية يظهر في الجزء السفلي منه تفاصيل جوهرية في عدة مواضيع مركزية لم تُحسم نهائياً. مشيرة إلى أن مصدر في محيط حماس قال لها إن حماس طلبت 3 تغييرات في الاقتراح المقدم لها، مواضيع توزيع المساعدات، وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي، وفي الالتزام بعدم تجديد إطلاق النار بعد 60 يوماً من الاتفاق.
واستعرضت الصحيفة العبرية العقبات المركزية في طريق الصفقة:
من عم الأسرى الذين سيُفرج عنهم:
على عكس المرة السابقة، حين كانت قائمة المفرج عنهم معروفة واستندت إلى قائمة قدمتها إسرائيل قبل عدة أشهر، هذه المرة –إذا ما تحققت الصفقة الجزئية المطروحة– ليس من الواضح من سيكون هؤلاء العشرة من الأسرى الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم من أسر حماس ومن هم الـ18 جثماناً الذين سيتم تسليمهم.
من هم الأسرى الفلسطينيون الذين سيتم الإفراج عنهم:
في المسودة المنشورة كُتب أنه مقابل الإفراج عن عشرة أسرى أحياء و18 جثماناً، ستفرج إسرائيل عن عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين. ورغم أن العدد لم يُذكر، إلا أن المؤشرات معروفة نسبياً والتقدير هو الإفراج عن 1,000 أسير، من ضمنهم نحو 100 من أسرى المؤبد. لكن حماس ستطالب بالإفراج عن "رموز"، وإسرائيل ستعارض.
توزيع المساعدات:
في الاتفاق كُتب أن "المساعدة ستُوزع عبر قنوات متفق عليها، بما في ذلك الأمم المتحدة والهلال الأحمر". وتوزيع المساعدات من خلال مؤسسة المساعدة الأمريكية (GHF) لم يُذكر صراحة، وحماس تطالب بأن تكون آلية المساعدة وفق تفاهمات وقف إطلاق النار السابق –وأن تُخرج الشركة الأمريكية من القطاع. لكن إسرائيل لن توافق على إخراج (GHF) من القطاع، وكذلك الولايات المتحدة، التي أعلنت للتو عن تحويل 30 مليون دولار للمؤسسة.
انسحاب الجيش الإسرائيلي:
وفقاً للمسودة، مع بدء وقف إطلاق النار سيتم إعادة انتشار قوات الجيش الإسرائيلي في شمال القطاع وفي محور "نتساريم"، وبعد أسبوع – في جنوب القطاع.
حماس تطالب بانسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي إلى المواقع التي حُددت في اتفاق وقف إطلاق النار السابق، بينما في الاتفاق الجديد كُتب أن إعادة الانتشار ستكون وفق "خرائط يتم الاتفاق عليها" ما يعني أن التفاصيل لم تُحسم بعد. ومن المتوقع جدال حول مدى الانسحاب والخطوط الجديدة.
إسرائيل توافق على الانسحاب حتى "محور موراج" وهو الممر في جنوب القطاع المسمى أيضاً "فيلادلفيا 2"، لكنها تُصر على الحفاظ على "محيط أمني" بعمق لا يقل عن 1.2 كم داخل القطاع، أي 250 متراً أكثر من المحيط الأصلي.
إنهاء الحرب:
حماس تطالب بالتزام بعدم استئناف القتال بعد 60 يوماً من وقف إطلاق النار، وضمانة لاستمرار المفاوضات. وبحسب مصدر محيط بحماس تحدث للصحيفة فإن "على مصر، قطر والولايات المتحدة تقديم ضمانات لاستمرار العملية".
في المقابل، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لم يصرّح حتى الآن ولو لمرة واحدة بأنه يدعم إنهاء الحرب كجزء من الصفقة – بل أوضح في الأيام الأخيرة فقط: "لن يكون هناك حماس. لن تكون هناك حماستان. لا عودة لذلك. انتهى". على أية حال، نص الضمانات لم يُكشف حتى الآن.
"اليوم التالي" ونفي قيادات حماس:
في المسودة التي نُشرت أمس، لم يُذكر مصير حماس في اليوم التالي لانتهاء الحرب. حيث أشارت الصحيفة إلى أنه في اجتماع المجلس الوزاري المصغّر قال نتنياهو إنه لن يتنازل عن هدف هزيمة حماس: "حماس لن تبقى في غزة، نتحدث عن النفي وإنهاء الحرب خلال شهرين".
قال مصدر إسرائيلي أمس إن الاتجاه هو أن يُعلن نتنياهو وترامب معاً عن الصفقة في لقائهما في البيت الأبيض يوم الإثنين: "جميع الجهات تدعم الصفقة. رئيس الأركان والشاباك يدعمون حتى الصفقة الجزئية. يقولون إنه في النهاية علينا الوصول إلى وضع نستطيع فيه إطلاق سراح الأسرى– بأسرع ما يمكن".
ن.أ-ر.أ