أميركا تهدد بالانسحاب من الوساطة بين روسيا وأوكرانيا

أميركا تهدد بالانسحاب من الوساطة بين روسيا وأوكرانيا

18 إبريل، 2025 - 02:04pm

(شبكة أجيال)- قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو اليوم الجمعة، إن الولايات المتحدة ستتوقف عن مساعيها للوساطة في اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا خلال أيام ما لم تظهر مؤشرات واضحة على إمكانية التوصل إلى اتفاق.

وأضاف روبيو، خلال حديثه في باريس بعد لقائه قادة أوروبيين وأوكرانيين: "لن نواصل هذه الجهود لأسابيع وأشهر متواصلة. لذلك، علينا أن نحدد بسرعة، وأنا أتحدث عن مسألة أيام، ما إذا كان هذا ممكناً أم لا خلال الأسابيع القليلة المقبلة.. إذا كان ممكناً، فسنكون مستعدين.. أما إذا لم يكن كذلك، فلدينا أولويات أخرى نركز عليها أيضاً".

وأشار إلى أن الرئيس دونالد ترامب لا يزال مهتماً بالتوصل إلى اتفاق، لكن لديه أولويات أخرى كثيرة حول العالم، وهو مستعد للتخلي عن ذلك والمضي قدماً، إلا إذا رأى مؤشرات على إحراز تقدم.

ووعد ترامب خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب خلال أول 24 ساعة من توليه المنصب، لكنه خفف من حدة هذه التعهدات، مقترحاً التوصل إلى اتفاق بحلول أبريل أو مايو، مع تزايد العقبات.

وتؤكد تصريحات روبيو الإحباط المتزايد إزاء عدم إحراز تقدم فارق في الجهود الرامية إلى تسوية قائمة متزايدة من التحديات الجيوسياسية.

ووصل وزيرا الخارجية والدفاع الأوكرانيان إلى باريس أمس الخميس، للقاء حلفاء أميركا وأوروبا، إذ ستوفر المحادثات فرصة لإنهاء حرب أوكرانيا وتجنب اندلاع صراع مع إيران.

من جانبه، قال ترامب أمس الخميس، إن الولايات المتحدة "ستستمع" إلى موسكو "هذا الأسبوع" بشأن مقترحها لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا.

وأضاف الرئيس الأميركي في تصريحات للصحافيين في المكتب البيضاوي: "سنستمع إليهم هذا الأسبوع، قريباً جداً في الواقع، وسنرى. لكننا نريد أن يتوقف هذا. نريد أن يتوقف الموت والقتل".

وأشار ترامب إلى أنه على الرغم من أنه ليس من "كبار محبي" زيلينسكي، لكنه لا يُحمّل الزعيم الأوكراني مسؤولية الحرب، قائلاً: "لا أحمّل زيلينسكي المسؤولية، لكنني لم أكن سعيداً ببدء تلك الحرب.. كانت تلك حرباً ما كانت لتبدأ أبداً لو كنت رئيساً".

وفي إشارة إلى تزايد غضبه من موسكو، قال ترامب الأسبوع الماضي إن على روسيا "التحرّك"، لكنه لم يقدم أي تحذيرات نهائية أو مواعيد في حال عدم تحرّكها.

في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إن بعض التقدم قد أحرز في المحادثات بشأن تسوية سلمية محتملة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنه وصف الاتصالات مع الولايات المتحدة بأنها "معقدة نوعاً ما".

وأضاف بيسكوف في تصريحات للصحافيين: "الاتصالات معقدة للغاية، لأن المسألة بطبيعة الحال ليست سهلة"، مشيراً إلى أن "روسيا ملتزمة بحل هذا الصراع وضمان مصالحها، ومنفتحة على الحوار، ونحن مستمرون في ذلك".

وعندما سُئل عما إذا كان بإمكان الولايات المتحدة التخلي عن جهود الوساطة للتوصل إلى تسوية سلمية في أوكرانيا، قال بيسكوف إن هذا سؤال يُطرح على واشنطن.

ومضى بيسكوف قائلاً: "نعتقد أنه يمكن بالفعل ملاحظة بعض التقدم"، مشيراً إلى تعليق مؤقت للضربات على منشآت البنية التحتية للطاقة، رغم أنه اتهم أوكرانيا بأنها لم تلتزم به.

وأضاف: "لذلك، تحققت بعض التطورات بالفعل، لكن بالطبع، لا تزال هناك مناقشات معقدة كثيرة تنتظرنا".

والتقى مسؤولون أوروبيون وأوكرانيون مع وزير الخارجية الأميركي، والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف في باريس، الخميس، وذلك بعد أسابيع من استبعاد الأوروبيين من جهود الرئيس ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا من خلال محادثات مباشرة مع موسكو.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، إن الخطوط العريضة لخطة السلام التي أعدتها الولايات المتحدة لاقت "استقبالاً مشجعاً" خلال المحادثات، دون أن يذكر البيان أي تفاصيل بشأنها.

وفي أعقاب المحادثات، تحدث روبيو مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وأبلغه بالخطوط العريضة للخطة، وأضاف البيان: "يريد الرئيس ترامب والولايات المتحدة إنهاء هذه الحرب، وقد عرضا الآن على جميع الأطراف الخطوط العريضة لسلام دائم وثابت".

وقال مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن وفدين من أوكرانيا والولايات المتحدة أجريا محادثات "بناءة وإيجابية" في باريس إلى جانب مناقشات مع مسؤولين أوروبيين.

وكرر الرئيس الأوكراني، الذي لم يحضر محادثات باريس، انتقاداته لويتكوف، الخميس، متهماً إياه بـ"نشر روايات روسية".

من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في منشور على منصة "إكس" "يوم من الحشد الدبلوماسية.. أجرينا اليوم مناقشة إيجابية وبناءة بشأن كيفية التوصل إلى وقف إطلاق نار وسلام شامل ودائم".

وتبرز هذه الجهود الدبلوماسية رفيعة المستوى قلق أوروبا المتزايد من تقارب الإدارة الأميركية من موسكو، بعد إخفاق جهود ترامب حتى الآن في التوصل لوقف لإطلاق النار في الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ نحو 3 سنوات.

ويسعى ماكرون جاهداً ألا تهمش المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا الأوروبيين على الدوام في تحديد مستقبل أوكرانيا، وقال مسؤولون فرنسيون إن اجتماع، الخميس، أظهر أن أوروبا عادت الآن إلى طاولة المفاوضات.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بعد المحادثات "الجديد هو أن الولايات المتحدة وأوكرانيا والأوروبيين جلسوا إلى طاولة واحدة".

ن.أ-ر.أ