(شبكة أجيال)- قصة أغنية “ست الحبايب”: كُتبت على الدرج، ولُحنت في دقائق، وعاشت لعقود
تُعد أغنية “ست الحبايب يا حبيبة” واحدة من أشهر الأغاني في تاريخ الغناء العربي، ومرتبطة عاطفيًا بعيد الأم حتى اليوم، لكن خلف هذه الأغنية قصة مذهلة، كُتبت في لحظة عفوية، ولُحنت وسُجلت في أقل من 24 ساعة!
في مساء 20 مارس 1958، صعد الشاعر الكبير حسين السيد خمسة طوابق لزيارة والدته في بيتها بالزمالك. وفي لحظة صدق، تذكّر أنه لم يشترِ هدية لعيد الأم، ولم يكن لديه الوقت أو الطاقة للنزول مرة أخرى. وهنا جاءت الفكرة: أن يُهديها كلمات من قلبه.
جلس على الدرج أمام باب الشقة، وأخرج ورقة وقلماً وكتب:
“ست الحبايب يا حبيبة، يا أغلى من روحي ودمي…”
أكمل القصيدة بعفوية، ثم طرق الباب وقدّم الورقة لوالدته، التي تأثرت كثيرًا وبكت عند قراءتها. سألته إن كانت هذه الكلمات لها أم أنها أغنية، فأجاب أنها لها، لكنه وعدها إن أحبت، فستُغنّى في اليوم التالي.
من شقة والدته، اتصل الشاعر بالموسيقار محمد عبدالوهاب، وقرأ له الكلمات عبر الهاتف. فانبهر عبدالوهاب بها، ودوّنها على الفور، ثم وعده بتلحينها. وبالفعل، لحن الأغنية في 15 دقيقة فقط!
اتصل عبدالوهاب بالمطربة الكبيرة فايزة أحمد، وطلب منها الحضور فورًا. حفظت فايزة الكلمات بسهولة، وأدت البروفات حتى مطلع الفجر، وفي صباح يوم 21 مارس، كانت تُسجل الأغنية في الإذاعة المصرية.
وفي العاشرة مساءً من نفس اليوم، بثت الإذاعة لأول مرة أغنية “ست الحبايب”، بصوت فايزة أحمد، لتتحول إلى نشيد عاطفي خالد، تتوارثه الأجيال كل عيد أم، وتبقى شاهدًا على لحظة حب خالصة كُتبت على درج منزل، وسُجلت بإلهام فني استثنائي.
ع.ر.ر.أ