يطلق برنامج حياة المشترك حملته الإعلامية الجديدة "صوتكنّ"، والتي تهدف إلى نشر الوعي حول حزمة الخدمات الأساسية المتاحة لدعم النساء والفتيات المعفنات والناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتأتي هذه الحملة بالتزامن ودعماً لقضية الحملة العالمية السنوية "16 يوم لمناهضة العنف القائم على النوع الإجتماعي" والتي تهدف إلى تعزيز الوعي بقضية العنف ضد المرأة بكافة أشكاله.
في ظل الظروف السياسية بالغة الخطورة منذ اندلاع الحرب على غزة في تشرين أول من العام الماضي، تعاني النساء من تحديات كبيرة في الوصول إلى الخدمات الصحية وخدمات الحماية الإجتماعية والخدمات القانونية. حيث تؤكد التقارير الصادرة عن هيئات الأمم المتحدة المختلفة اإتساع دائرة العنف وتأثيره المدمر على المجتمع بشكل عام وعلى النساء بشكل خاص، حيث تشير هذه التقارير إلا أن عامي 2023 و2024 من أكثر الأعوام دموية في الضفة الغربية وقطاع غزة، مما يضاعف من معاناة النساء وصعوبة وصولهن إلى الخدمات المتوفرة والتي تضرر معظمها، وخاصة في قطاع غزة ومدن شمال الضفة الغربية.
من خلال "صوتكنّ"، يسعى برنامج حياة لزيادة وعي النساء حول توفر حزمة الخدمات الأساسية المقدمة لهن، والتي تشمل الرعاية الصحية، الحماية الاجتماعية، والدعم القانوني.
تشمل الحملة عدة إنتاجات وذلك بتنفيذ من قبل برنامج حياة المشترك من خلال مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، وتتضمن إنتاج ومضات إذاعية تُبث عبر شبكة أجيال الإذاعية، والتي تغطي 11 موجة إذاعية تصل إلى جميع أنحاء الضفة وغزة. كما ستشمل إنتاج مقاطع فيديو قصيرة تُنشر على منصات التواصل الاجتماعي، ولوحات إعلانية سيتم وضعها في أماكن مختلفة في الضفة الغربية مع التركيز على المناطق والتجمعات النائية والأقل حظاً، لتزويدهن بالمعلومات الضرورية حول كيفية الوصول إلى هذه الخدمات بسهولة وسرية.
تقول حزام طهبوب، مديرة برنامج حياة المشترك: "نحن نعمل بشكل وثيق مع شركائنا في جميع المناطق خلال هذه الظروف الصعبة والأكثر تعقيداً، ونركز جهودنا على تقديم الخدمات الأساسية للنساء والفتيات اللاتي تعرضن للعنف القائم على النوع الاجتماعي. ولكن عملنا لا يقتصر على ذلك فقط؛ نحن نسعى بجدية لضمان أن كل امرأة تمتلك المعرفة الكافية حول كيفية طلب المساعدة، لتتمكن من الوصول إلى هذه الخدمات بأبسط الطرق وأكثرها أمناً وأماناً"
رغم التحديات الكبيرة، يستمر شركاء برنامج حياة المشترك في غزة بتقديم الخدمات للنساء والفتيات الناجيات من العنف، بما في ذلك الدعم النفسي والصحي والقانوني. ورغم تدمير الاحتلال الاسرائيلي لمركز حياة لحماية وتمكين النساء والعائلات؛عملت الطواقم ليلاً نهاراً لتوفير بيت آمن بديل يستقبل النساء المعنفات. كذلك استمر الشركاء في مركز شؤون المرأة في توفير خدمات تشمل الدعم النفسي والصحي، بينما يقدم المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان المساعدة القانونية الضرورية.
في الضفة الغربية، تقدم وزارة الصحة خدمات الإرشاد الصحي عبر غرف الإرشاد الأسري المتخصصة في كافة المحافظات، في حين تعمل وزارة التنمية الاجتماعية على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي من خلال مراكز حماية النساء. كما يتم تعزيز خدمات الخط المساعد 106 التابعة للشرطة الفلسطينية، مما يتيح للنساء تقديم بلاغات عن العنف، بالاضافة إلى تطوير تطبيق الشرطة للهواتف المحمولة الذي يتيح للنساء التواصل من أي مكان من خلال رسائل نصية، مع ضمان الخصوصية وسرية البيانات.
ندعو المجتمع، بما في ذلك المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، إلى دعم هذه الحملة والمساهمة في نشر الوعي حول أهمية حماية النساء الناجيات من العنف. معًا، يمكننا إحداث فرق حقيقي في حياة العديد من النساء، وضمان وصولهن إلى الدعم الذي يحتجن إليه بسرعة وأمان.
بتمويل من حكومة كندا وتنفيذ مشترك من قبل هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وبرنامج موئل الأمم المتحدة ، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، يسعى برنامج حياة المشترك إلى القضاء على العنف ضد النساء والفتيات من خلال مختلف أنشطة التوعية والوصول المجتمعي، لزيادة وصول الناجيات من العنف إلى الخدمات الضرورية، وكذلك لتعزيز القدرة المؤسسية للمسؤولين الحكوميين لتطوير وتنفيذ الأطر القانونية والسياساتية التي تعزز وتحمي حقوق النساء والفتيات وتضمن العيش في مأمن من العنف.