المتحف الفلسطيني يفتح ابوابه كجددا

11 فبراير، 2024 - 11:02am

بعد إغلاق استمرّ قرابة الأربعة أشهر منذ بدء العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة على قطاع غزّة، يعود المتحف الفلسطيني لاستقبال الجمهور في تظاهرة فنيّة نرفع من خلالها صوتنا ضدّ المجازر ومحاولات المحو والتدمير الممنهج للفلسطيني وثقافته.

نفتح أبوابنا لاستقبالكم في ثلاث مساحات صُمّمت خصّيصًا لتستجيب للحدث الجلل الذي يمرّ بنا، أوّلها عرض بعنوان "هذا ليس معرضًا"، والذي تستعير خلاله كلّ من مجموعة التقاء للفنّ المعاصر ومحترف شبابيك للفنّ المعاصر في غزّة قاعة المتحف الفلسطيني الرئيسيّة كمساحة بديلة عن الحيّز الذي كان لهما يومًا في غزّة قبل أن تدمّره نيران الحرب، كما تستعيران منصّات المتحف الفلسطيني كمنبر بديل لأصواتهم التي يمنعها عنّا انقطاع الاتّصال، لنفعل نيابة عنهم ما ليسوا قادرين على فعله، ونقول باسمهم ما ليسوا قادرين على قوله.
يجمع العرض 286 عملًا فنيًّا لما يزيد عن 100 فنّان غزّي جُمعت من بيوت الضفّة الغربيّة، وصالات العرض، والمؤسّسات والجامعات على امتداد فلسطين التاريخيّة، بالشراكة مع ما يزيد عن 50 معيرًا بين أفراد ومؤسّسات، في حدث تضامني تضافرت فيه الجهود من أجل إنجاز هذه المهمّة. في مساحة "هذا ليس معرضًا" نقف مذهولين أمام الكمّ الهائل من الإبداع الذي تضعه غزّة في وجه العالم شاهدًا على حريّتها ورقّتها ووحشيّة قتلتِها، ونقف ممتنّين لكلّ أولئك الذين شاركوا، بقصد أو بغير قصد، في الحفاظ على هذه الأعمال الفنيّة في وقت لم يعُد فيه صانعوها آمنين.

تأتي المساحة الثانية في معرض فردي بعنوان "المفقودون" للفنّان تيسير بركات، والذي يُقام في الرواق الزجاجي، يخلق فيه الفنّان عالمًا مبنيًّا على الفقدان بفهومه الواسع: فقدان الحياة والإحساس بالزمان والمكان، وفقدان الإحساس بذواتنا ووجودنا.

أمّا المساحة الثالثة بعنوان "نساء غزّة" فتأتي في عرض إثنوغرافي في بهو المتحف لأثواب وحُليّ تراثيّة تروي قصّة نساء غزّة بين الإبداع والتهجير والتكافل، وترصد الحبّ الأزليّ الذي يجمع نساء فلسطين بموروثهنّ الخالد، وتحكي حكاية ماضٍ لم يمضِ، ومستقبل يبدأ الآن.
هذه التظاهرة هي عمل حيّ، ستضاف إليه طوال الوقت أعمال لفنّانين لم نستطع الوصول إليها، وأعمال لفنّانين سيستبدلونها بأخرى بعد توقّف المجزرة، في حين ستنسحب منه أعمال اشتاق إليها أصحابها. إنّه عمل حيّ يستجيب لإيقاع الحدث ومستجدّاته كشريط عاجل.

سنبدأ هذه التظاهرة بوجودكم، مع كلمة لمدير عام المتحف، ورسالة مصوّرة أعدّها الفنّان شريف سرحان، وذلك يوم الأحد، الموافق 11 شباط 2024، في تمام الساعة 14:00.

سنكون بانتظاركم.