أمريكا والصين.. العاشقان اللدودان

أمريكا والصين.. العاشقان اللدودان

15 سبتمبر، 2023 - 11:09am

(شبكة أجيال)- في كل شهر تقريباً، يخرج الجانب الأمريكي ليهاجم الصين، ويسلط الضوء على مشاكله الاقتصادية وخطورتها على الغير، ثم سرعان ما نجد أن الطرفين يزيدان من حجم تعاونهما التجاري.

وتستجدي الشركات الصينية كل الطرق للبقاء في أكبر أسواق الأسهم والمستهلكين (أمريكا)، ونجد أن أية مشكلة صينية تلقي بظلالها السيئة على الاقتصاد الامريكي.

وهنا أود الانتقال للحديث عن الذكاء الصيني الحكومي، من خلال تسليط الضوء على حادثتين. الأولى حيث اصطدم العالم في شهر 11 من عام 2021 بخبر غريب عن انهيار أحد أكبر المطورين العقاريين في الصين (ايفرجراند)، وأعلنت الحكومة آنذاك عن تعثر هذه الشركة عن دفع ما عليها.

كان الأمر صدمة للعالم، فالعقار يمثل ثلث الاقتصاد الصيني، وأحد أعمدته الرئيسية، فكيف له أن ينهار، وكيف للحكومة الصينية أن تفضح نفسها، خاصة وهي دولة يُعرف عنها السرية والسيطرة على المعلومات بشكل كبير؟

الإجابة جاءت خلال الشهور اللاحقة، فقد وضعت الحكومة يدها على ايفرجراند، بل وأضافت صاحبها الى جوار مؤسس علي بابا على صعيد العقاب، وذلك لإرسال تهديد واضح لكل من سيجرؤ من الداخل الصيني على الحكومة وقراراتها، ثم وما لبثت ايفرجراند وحتى تحولت ليد الحكومة، بل وكشفت الفاينانشال تايمز منتصف 2022 عن وضع الحكومة الصينية يدها على الكثير من العقارات والاراضي بحجة دعمها وتطويرها.

عامان على الحادثة، ثم يتكرر السيناريو مع شيئين، الأول المؤشرات الاقتصادية المتراجعة، والأزمة المالية لأكبر وأفضل المطورين العقاريين الخاصين في الصين كاونتري جاردن.

نحن نلحظ صمتاً صينياً متعمداً، وتخوفاً عالمياً من وضع الصين، ومهادنة أمريكية بسيطة متمثلة بزيارات رسمية أمريكية صورية، وتحركات أمريكية لاعادة إثبات هيمنة عالمية مستمرة.

في النتيجة؛ ليست الهيمنة هي ديدن الصين ومبتغاها الآن، وليس إزالة الصين نهائياً في الوقت الحالي هو هدف امريكا.

ولكن الولايات المتحدة والصين تمارسان لعبة القط والفأر، فلا القط يستطيع إثبات قوته دون فأر، ولا الفأر يستطيع إثبات دهائه دون وجود قط شرس غاضب.

ن.أ-ر.أ