(شبكة أجيال)- قال رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد، إن الوضع في مدينة درنة "كارثي" جراء العاصفة دانيال، معلناً أن عدد ضحايا الفيضانات التي تجتاح المنطقة منذ الأمس "تجاوز الألفين وعدد المفقودين كبير جداً".
وأضاف حماد في تصريحات تلفزيونية اليوم الإثنين، "المفقودون بالآلاف، أحياء كاملة في درنة اختفت بسكانها وراحت مع البحر".
وطلب عضو المجلس البلدي بدرنة شرقي ليبيا، أحمد امدور، تدخلاً دولياً عاجلاً، لإنقاذ المدينة التي تعرضت إلى دمار واسع جراء الفيضانات والسيول التي تسببت فيها العاصفة دانيال.
وتشهد مناطق الشرق الليبي والجبل الأخضر منذ أمس الأحد سيولاً عارمة تسببت في مقتل وفقدان عشرات المواطنين، وغرق العديد من المساكن، وانهيار البنية التحتية جراء العاصفة التي وصلت المنطقة قادمة من البحر المتوسط.
وأعلنت حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وكذلك الحكومة الموازية في الشرق، الحداد ثلاثة أيام وتنكيس الرايات بجميع الجهات العامة والخاصة.
ووصف خبراء العاصفة دانيال التي ضربت أيضاً أجزاء من اليونان وتركيا وبلغاريا في الأيام الأخيرة حيث أسفرت عن سقوط 27 قتيلاً على الأقل بأنها "شديدة للغاية من حيث كميّة المياه التي تساقطت خلال 24 ساعة".
وتم إعلان حظر تجول وإغلاق للمدارس لأيام في المناطق الليبية المتضررة، وتم نشر فرق الإنقاذ في درنة الواقعة على بعد نحو 900 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس.
ويضم شرق ليبيا حقول ومحطات النفط الرئيسية. وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط "حالة التأهب القصوى وإيقاف الرحلات الجوية" بين مواقع الإنتاج التي انخفض نشاطها بشكل كبير.
من جانبه، قال المستشار الإعلامي لـ"رئيس مجلس الوزراء" في الشرق الليبي محمد مسعود، فقدان الاتصال مع تسعة جنود خلال عمليات الإنقاذ في درنة.
ويعتقد أن المئات لا يزالون عالقين في مناطق يصعب الوصول إليها فيما تحاول فرق الإنقاذ مدعومة من الجيش، الوصول إليهم لتقديم المساعدة.
وتشهد ليبيا، مالكة أكبر احتياطي من النفط في إفريقيا، فوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، حيث تُحكم البلاد منذ أكثر من سنة حكومتان متنافستان: واحدة في الغرب برئاسة عبد الحميد الدبيبة وأخرى في الشرق يرأسها أسامة حمّاد بتكليف من البرلمان ودعم من الجنرال خليفة حفتر.
وخلال اجتماع طارىء لمجلس الوزراء في غرب البلاد بثه التلفزيون الإثنين أعلن الدبيبة "الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام"، مؤكداً "وحدة جميع الليبيين" في مواجهة هذه الكارثة.
وفي مصر المجاورة، دعت السلطات إلى توخي الحذر على الساحل الشمالي المتاخم لشرق ليبيا، وأعلنت أنها بدأت الاستعدادات للحد من تأثير العاصفة دانيال. وتتوقع أجهزة الأرصاد هطول أمطار غزيرة لثلاثة أيام.
ن.أ-ر.أ