(شبكة أجيال)- تقرير وليد نصار
رغم استشهاده إلا أنه قض مضاجع الإسرائيليين مرة أخرى في آخر نفس لفظه اليوم مستشفى "أساف هروفيه" / صحافة إسرائيل جُنّ جنونها، وباتت تفتّش في طيّات الأرشيف وتنبش تاريخا آلمهم فيه ناصر أبو حميد الذي استشهد اليوم بعد قتال استمر لأشهر مع مرض السرطان.
ناصر ابو حميد الذي ولد عام 1972 استشهد اليوم نتيجة للإهمال الطبيّ (والقتل البطيء) وإسرائيل على عتبة انطلاق أعمال أكثر حكوماتها تطرفا منذ تأسست عام 1948 على أنقاض المدن والقرى التي هجّر أهلها / ومنهم أهل الشهيد أبو حميد الذين خرجوا قسراً من السوافير قرب اسدود ليلجأوا إلى غزة ثم إلى مخيم الأمعري في رام الله، هذه المعاناة خلقت من الفتى أبو حميد وهو في مقتبل العمر مقاتلاً في سن مبكرة انضم إلى صفوف حركة فتح وسجن عدة مرات، حتى وصل مجموع سنوات اعتقاله إلى 30 عاماً وهو ابن الخمسين عاما ً.
عائلة كاملة، ضربت نموذجاً نضاليا قل مثيله في العصر الحديث. منهم الشهيد، والأسير، والجريح، والمطارد. كلهم؟ نعم كلهم. هُدم بيت العائلة أكثر من مرة، وفي كل مفترق نضالي كانت أمور العائلة تصعب أكثر فأكثر، ولكن أيقونة كانت تظهر من بين الركام اسمها (أم ناصر أبو حميد فتلهمَ كل فلسطيني وفلسطينية من جديد وتبث روحاً لا يملك من يشاهدها إلا أن يفتح حدقتيه وفاهُ اندهاشاً من جبروتها.
ناصر أبو حميد ترك رسالة للشعب الفلسطيني فيها وصيته وقال: "أنا ذاهب إلى نهاية الطريق، ولكن مُطمئن وواثق بأنني أولا فلسطيني وأنا أفتخر، تاركًا خلفي شعبا عظيما لن ينسى قضيتي وقضية الأسرى، وأنحني إجلالاً وإكبارًا لكل أبناء شعبي الفلسطينيّ الصابر، وأضاف أنا "مش زعلان" من نهاية الطريق لأنه في نهاية الطريق أنا بودع شعب بطل عظيم، حتى التحق بقافلة شهداء فلسطين، وجزء كبير منهم هم رفاق دربي وأنا سعيد بلقائهم".