من الصوف والقطن إلى مواكبة الموضة.. كيف تطورت قمصان لاعبي كرة القدم؟

من الصوف والقطن إلى مواكبة الموضة.. كيف تطورت قمصان لاعبي كرة القدم؟

03 نوفمبر، 2022 - 12:11pm

(شبكة أجيال)-مع التطور الهائل الذي تعيشه كرة القدم، بات من مسلّمات اللعبة أن يكون لكل فريق أزياء خاصة به، مع ألوان معروفة للجميع.

ولا يقف الأمر عند اللون فقط، فقد أصبحت الشركات تتفنن في إنتاج تصميمات للقميص الذي بات أحد مصادر الدخل الرئيسة التي تدرّ أرباحا هائلة سواء للاتحادات أو الأندية واللاعبين وللشركة المصنعة أيضا.

بدأت قصة القمصان عام 1891، وحينئذ كانت تُصنع من الجريسيه (مادة لتفصيل الملابس الضيقة القابلة للتمدد حسب حجم الجسم وتتكون من الصوف أو القطن)، وفي الوقت ذاته كانت السراويل طويلة تغطي الركبة وفضفاضة.

في أواخر القرن الـ19، أُدخلت بعض التعديلات على القمصان، بحيث أصبحت الأكمام إلى النصف، فضلا عن وجود خطوط طولية.

وكان حراس المرمى في ذلك الوقت يرتدون مثل لون زملائهم في الفريق حتى عام 1909 الذي شهد تعديل القوانين، بإجبارهم على ارتداء زي بألوان أخرى.

وكانت الألوان المتاحة للحراس هي الأحمر أو الأبيض أو الأزرق ثم الأخضر، وهو الأمر الذي كان متبعا حتى عام 1980، أما في المباريات الدولية فقد أتيح لحراس المرمى ارتداء اللون الأصفر بدءا من عام 1921.

أول ظهور للأرقام على قمصان اللاعبين
ظهرت الأرقام على الجهة الخلفية للقميص أول مرة عام 1928، وكان الفضل في ذلك يعود لناديي تشلسي وأرسنال، وبعد 5 أعوام تم تطبيق الأرقام للمرة الأولى في كأس الاتحاد الإنجليزي بين مانشستر سيتي وإيفرتون.

ارتدى لاعبو إيفرتون الأرقام من 1 إلى 11، أما نظراؤهم في "السيتزنس" فوضعوا على ظهورهم الأرقام من 12 حتى 22.

ومع بداية موسم 1939-1940، أصبحت الأرقام إلزامية على جميع الفرق، لكن ذلك الموسم لم يُستكمل بسبب الحرب العالمية الثانية.

ومع عودة المسابقات الرياضية بعد انتهاء الحرب، ظهرت القمصان الطويلة ذات الأكمام الطويلة أيضا، لدرجة أن لاعبي منتخب إنجلترا أجبروا على وضع أكثر من ثلث القميص داخل السروال.

في الخمسينيات، بدأ إنتاج قمصان من أقمشة لامعة ذات مظهر حريري من تصنيع شركة "أمبرو" (Umbro)، وكان "بولتون" أول فريق ارتداها وذلك في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.

وأنتجت الشركة نفسها طقما آخر تحت اسم "كونتيننتال" (Continental)، مستوحى من الأندية الأوروبية، ويتميز بأكمام قصيرة وياقة بحرف "في" (V).

وشهدت الخمسينيات أيضا مطالبة الفرق بارتداء سراويل وجوارب مختلفة الألوان عن تلك التي يرتديها الفريق المنافس، وفي الستينيات ظهرت الأرقام على السراويل أيضا، في وقت أصبحت فيه القمصان أكثر أناقة بينما علت السراويل فوق الركبة.

ومع دخول الأضواء الكاشفة إلى الخدمة وإقامة المباريات ليلا، اتجهت أندية كثيرة لاعتماد اللون الأبيض، وكان أول من اتخذ هذه الخطوة هو نادي كوفنتري سيتي الإنجليزي الذي عاد بعدئذ إلى لونه الأزرق السماوي.

وفي أواخر الستينيات، قدّم أستون فيلا قميصا جديدا من ياقة على شكل حرف "في"، الأمر الذي حفّز الأندية الإنجليزية على إنتاج قمصان بتصاميم مختلفة.

حفل عشاء غيّر تاريخ صناعة القمصان
ودخلت صناعة القمصان مرحلة تاريخية جديدة في السبعينيات، بعدما اقترح رجل أعمال ألماني يُدعى جنتر ماست فكرة رعاية القمصان وذلك في يناير/كانون الثاني 1973.

ماست الذي كان رجلا بعيدا عن عالم كرة القدم، ويعمل مديرا تنفيذيا لشركة ألمانية متخصصة في مشروبات الطاقة، أقام حفل عشاء في منزله لكبار التجار والمستثمرين، من أجل الترويج لأحد مشاريعه.

انتهى حفله بسرعة بسبب رغبة المدعوين في متابعة مباراة ألمانيا الغربية وإنجلترا في كأس العالم 1972، فظل جنتر وحيدا.

الرجل الألماني قرر استثمار الموقف بأحسن طريقة ممكنة، فبدأ الترويج لمشاريع شركته، بكتابة اسمها على قميص آينتراخت براونشفايغ، المنافس حاليا في دوري الدرجة الثالثة الألماني.

في البداية اصطدمت الفكرة برفض الاتحاد الألماني الذي أذعن للأمر الواقع فيما بعد، كما حدث مع نظيره الإنجليزي لاحقا.

وضع نادي كيرتنغ تاون الإنجليزي شعار الرعاية على قميصه، لكن الفريق صُدم بمعارضة الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، ليضطر إلى إزالته.

وبعد عدول الاتحاد الإنجليزي عن قراره، كان ليفربول أول فريق إنجليزي يرتدي قميصا برعاية، في وقت فشل فيه كيترينغ في إيجاد راع جديد.

وكانت الشركات الرياضية تصمم الملابس الرياضية لمدة 5 سنوات للمجموعة الواحدة، ثم انخفضت المدة إلى سنتين في أوائل الثمانينيات التي شهدت تطورا كبيرا في تقنيات الطباعة، حيث أصبحت التصاميم تتضمن تصميمات هندسية وبقعا وألوانا، كما أصبحت السراويل أقصر من السابق.

وفي التسعينيات اقتحمت تصميم القمصان مجموعة من الألوان الجديدة، كما وضعت "أمبرو" (Umbro) لمستها بإنتاج قمصان ذات أربطة عند الرقبة.

وفي القرن الـ21 أصبحت القمصان أكثر تطلّبا، وبات التركيز على استخدام أحدث ما توصلت إليه الأبحاث لصناعة القمصان التي توفر أفضل الفرص للاعبين من أجل خوض المباريات بأريحية تامة.