رام الله- استضافت مؤسسة "سوا" بالتعاون مع المؤسسة الدولية للتعليم الطبي، الخبيرة المتخصصة في مجال الصدمة النفسية البروفيسورة "لوري رودولف".
وتحدثت "رودولف" عن المراحل التي تؤخذ بعين الاعتبار أثناء التعامل مع طفل تعرض لصدمة، إذ تبدأ بتحضير وإعداد ذلك الطفل تدريجياً لمساعدته على الخروج من الصدمة، والتركيز على حمايته، والتأكيد على أن تكون العلاقة قوية بين الطفل والمعالج، مع وجود حدود صحية وتغذية نفسية، ومعرفة كيفية السيطرة على عواطفه، بالاضافة لطرق أخرى تساعد المعالج على احتواء الصدمة التي يمر بها الطفل من
خلال وسائل عدة منها (الخيال، التنفس، ايقاف الفكر الاستحواي، الرسم، والكتابة).
وأضافت الخبيرة الدولية، أنه يمكن مساعدة الطفل في تخطي الصدمة التي تعرض لها من خلال المكان الآمن، وهذا يكون " بجعل الطفل يرسم المكان الذي يشعر به بالامان ووضع تلك الصورة على الحائط أمامه داخل الغرفة، كما يمكن مساعدة الطفل على معرفة مشاعره من خلال القيام بعدة ألعاب مثل تمثيل الأدوار"، ومعرفة مستويات الضغط التي يمر بها الطفل، بالاضافة للسرد الروائي للصدمة من خلال وصف ما حدث قبل الصدمة وخلالها وبعد الصدمة.
وأكدت "رودولف" على أهمية إشراك الأهل في عملية العلاج، "لأنهم يلعبون دورا مهما"، وضرورة مساعدة الطفل في التمييز بين المشاعر والأفكار والسلوكيات وهو ما يعرف بـ"المثلث المعرفي".
كما شددت المتخصصة في مجال معالجة الصدمة على تشجيع الطفل المصاب بالصدمة للتعبير عن مشاعره، والعودة للحظة التي تعرض خلالها للصدمة، "وهو أمر مؤلم، لكنه مهم جدا ليكون قادرا على التعامل مع الألم".
من جانبها، ذكرت مسؤولة الإرشاد في مؤسسة سوا، فلورا سلمان، أن الهدف من الورشة التدريبية معرفة المنهجيات المختلفة المتبعة في علاج الصدمة، وتحديداً منهجية النظرية العقلانية السلوكية، خاصة في كيفية التعامل وبناء خطة تدخل ملائمة مع فئة الأطفال الذين يتعرضون لصدمات نفسية مختلفة.
وأوضحت سلمان أن "إحدى الاستراتيجيات المتبعة مع الأطفال هي من خلال كتابة أو بناء كتاب يسردون خلاله رواية الصدمة التي تعرضوا لها، مع استخدام الادوات الإبداعية كالصور والألوان، وتمارين الاسترخاء المختلقة والتي تعتبر جاذبة ومفيدة جداً للعلاج".
بدوره شكر د. أحمد أبو تايه مؤسسة "سوا" لتعاونها مع المؤسسة الدولية للتعليم الطبي، والتنسيق لاستضافة البروفيسورة "رودولف"، مؤكدا أهمية استمرار التعاون بين المؤسستين لحساسية المواضيع التي تعملان بها، وشدد في ذات الوقت على ضرورة الاستفادة من الخبرة الواسعة والغنية للبروفيسورة في مجال الصدمة، "الموضوع الهام الذي يحتاج تركيز الجهود عليه، نظراً للحاجة الكبرى لمساعدة ضحايا الصدمة بالمجتمع الفلسطيني، الذين يتعرضون لصدمات كثيرة ومتواصلة".