سبب مئات القتلى والمصابين.. ما هو الغاز الذي تسرب في العقبة؟

سبب مئات القتلى والمصابين.. ما هو الغاز الذي تسرب في العقبة؟

27 يونيو، 2022 - 08:06pm

(شبكة أجيال)- نقلت وسائل إعلام أردنية عن مصادر أن الغاز المتسرب جراء انفجار الغاز في ميناء العقبة، هو غاز الكلورين المسال.

يعد الكلور عنصراً نشطاً لافلزياً، ويوجد في الطبيعة بوفرة على شكل ملح في مياه البحر، وفي الصخور الملحية، وهو ثالث أكثر العناصر وفرة في المحيطات، ويحتل المرتبة 21 من حيث الوفرة في القشرة الأرضية، ويوجد في جسم الإنسان على شكل أيون الكلوريد.

على الرغم من استخدامات الكلور المتعددة، إلا أن له مضار عديدة، فعندما يدخل الجسم نتيجة التنفس أو البلع، فإنه يتفاعل مع جزيئات الماء الموجودة على الأسطح المخاطية داخل الجسم، منتجاً أحماضاً ضارة، مثل حمض الهيدروكلوريك، وحمض هيبوكلوروس.

ويعتمد حدوث أضرار الكلور على عدة عوامل، مثل طريقة التعرض للكلور، وجرعة الكلور الذي تعرض لها الشخص، والمدة الزمنية للتعرض للكلور. ويجدر الذكر أن معظم حالات التعرض الضارة للكلور تحدث نتيجة استنشاق الكلور بتراكيز عالية.

وتبدأ أعراض التسمم بالكلور بالظهور عادةً في غضون ثوان إلى دقائق، ومن أكثر تلك الأعراض شيوعاً: السعال وصعوبة التنفس، وتهيج مجرى الهواء، وصفير وصعوبة في التنفس، والتهاب الحلق، وآلام في المعدة، وتقيؤ، ودم في البراز.

ويمكن أن يؤدي التعرض للكلور إلى حدوث خلل في الدورة الدموية، الأمر الذي يسبب العديد من المشاكل الصحية، مثل: تغييرات في توازن درجة الحموضة في الدم، وهبوط في ضغط الدم.

من أضرار الكلور أيضاً، حدوث تهيج للعين وللجلد، وقد يحدث في الحالات الأكثر خطورة حروق وتقرحات شديدة.

قال المتخصص في الكيمياء الحيوية الدكتور ماهر سليم إن الغاز المتسرب في العقبة "خطر"، لدرجة أنه يكون قاتلاً وقد استخدم ليكون سلاحاً في الحرب العالمية الأولى.

وأضاف سليم في تصريحات لقناة "رؤيا" الأردنية أن الغاز الذي تسرب في العقبة موجود في الطبيعة على شكل مواد ويتم تحضيره على شكل غازي ثم سائل، وبين أن لونه بينه الأصفر والأخضر، وأن كثافته أكثر من كثافة الهواء، ويستقر في المناطق السفلية من القشرة الأرضية.

وأشار إلى أن أي شخص يتعرض لهذا الغاز بنسبة 430 جزء بالمليون فإنه يقتل في 30 دقيقة، وفي حال تعرض الشخص إلى أكثر من ألف جزء بالمليون فإنه يقتل بشكل فوري، كون هذا الغاز يتفاعل مع المواد السائلة في الرئة ويحولها إلى حمض الكلوريك الذي يدمر أنسجة الرئة.

وشدد على ضرورة ارتداء الكمامات وأجهزة التنفس لمن يريد الدخول إلى المنطقة المسممة، أما المصابين فعليهم خلع ملابسهم وغسلهم في الماء، أو نقلهم إلى مناطق مرتفعة لأن هذا الغاز ثقيل ولا يرتفع إلى المستويات العليا.

ويسبب الكلور تآكل للمعادن والأسطح عند خلطه مع مواد التنظيف الأخرى، كما أنه ينتج غازات سامة تعمل على تلف الرئتين، ويسبب أيضاً تهيج العينين والفم والرئتين، خاصةً لدى الأشخاص المصابين بالربو أو بالأمراض التنفسية الأخرى، لذلك يجب توخي الحذر عند استخدامه.

ومن الإجراءات التي تجب مراعاتها، ارتداء القفازات المطاطية والنظارات الواقية لحماية العينين والوجه من الكلور، وتهوية المنطقة جيداً من أبخرة الكلور، إما بفتح النوافذ أو باستخدام المراوح.

ويجب أن يخزن الكلور في مكان آمن وبارد وجاف بعيداً عن أشعة الشمس المباشرة والحرارة، وبعيداً عن أيدي الأطفال، والتأكد من غسل اليدين بالماء والصابون جيداً بعد استخدامه.

وكذلك يمنع خلط الكلور مع المنتجات الأخرى، خاصةً تلك التي تحتوي على الأمونيا أو الخل أو الكحول حيث يؤدي ذلك لإنتاج غازات سامة تعمل على تهيج والتهاب العينين والرئتين.

ن.أ-ر.أ